الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:فقد لقد بقي في حديث الولاية أربعة أمور نستطيع معرفتها من خلال ما تقدم في معنى الولاية، ومن هم أولياء الله، وشرح حديث الولي، وهي واضحة في الحقيقة لمن تدبر ما تقدم، بل هي واضحة لكل مؤمن، لكن التنصيص عليها وذكرها تأتي أهميته من كون كثير من الناس -من
الصوفية وأمثالهم- ضلوا وأضلوا في هذه الأمور، ومن ذلك: ولاية الكافر، أي: هل يكون الكافر ولياً لله، والمفروض أن هذا الأمر لا يخفى على أحد، ولكن مع ذلك هناك ضلال وقع عند كثير من الناس كما سنذكر إن شاء الله.وكذلك ولاية المجنون: هل يكون المجنون ولياً لله؟ وهذا أيضاً موضوع له سبب كما سنبين، وكذلك ما يتعلق بالأولياء: هل يجب أن يتميز الولي عن بقية الناس بأمور وشعائر ومراسم وعلامات، أم أنه يكون من جملة المسلمين في لباسهم وحياتهم الأخرى؟والمسألة الرابعة: هل الولي معصوم؟ أي: إذا قلنا: إن فلاناً ولي لله؛ فهل يعني ذلك: أنه معصوم، أم أن الأولياء ليسوا بمعصومين، وإنما هم من جملة عباد الله الصالحين الذين يكون منهم الخطأ، ويكون منهم الصواب، وأعلاهم درجة: الصديقون، ثم المحدثون كما كان
عمر رضي الله عنه.وهل معنى كون الرجل محدثاً أنه لا يخطئ أيضاً، وأن كل قول أو رأي يقوله فهو حق؟ وما معنى المحدث؟ فهذه الأمور تتبين بها حقيقة الولاية أكثر إضافة إلى ما تقدم بإذن الله.